في تقديرنا أن الوادي المحروم من الماء والزرع قد وقع الاختيار عليه لأغراض منها:
أولا: إن القحولة في أرضه وسيلة لتذكير الإنسان بعريه أمام الله يخرج فيها من
حوله وطوله وماله ورزقه ليجد نفسه أمام الذات الإلهية فقيرا إليه سبحانه، وتتضح في نفسه أمام الصورة الكاملة السلطة الإلهية العليا والوحيدة، فليس أشد أغراء للإنسان وإثارة لغروره من أن يجد معالم الثراء تحيط به من كل جانب.
ثانيا: إن الناس في حاجة مستمدة إلى ينبوع يلجأون إليه كلما نزل بهم ضر أو أغواهم الشيطان أو صرفتهم الصوارف عن ذكر الله وليس كالصحراء بما فيها من العري التام ومن العزلة عن متاع الدنيا وزينتها مصدرا المثل المعنى الذي تحدثنا عنه قبل.
ثالثا: إن التربية الاعتقادية في الإسلام قد قصدت، بجعل الوادي القاحل مكانا لعبادة الحج، إلى أن تعلن حقيقة نفسية اجتماعية هي أن عناصر التقدم في المجتمع ليست محددة بمواطن الثروة المادية وحسب ولكن هذه العناصر في حاجة مستمرة إلى تلك الطاقة الروحية والمتوفرة في مفهوم العبادة المحضة، والتي بدورها تغذي إرادة التعاون والتجمع والجهاد. واستمرار مكة مدينة حافلة بالحياة رغم كل الظروف وكل المعوقات المادية هو الآية والعلامة على أن العامل الروحي الذي تصنعه العقيدة هو عنصر أساسي من عناصر التكوين المجتمعي ومصدر لانطلاقة مسيرة الحضارة البشرية.
إن قدرة العقيدة على استقطاب الرجال والنساء واجتذابهم لزيارة هذا الوادي المبارك هي وحدها إلى تفسر احتفاظ مدينة مكة بوجودها الدائم.
رابعا: إن وجود البيت الحرام في الأرض الفقراء والذي يرمز إلى الوجود المستمر للعقيدة الإسلامية يبدو لنا بمثابة الضمانة المادية دون انصراف الأطماع الكافرة إليه: فليس في أرضه ما يغري أعداء الإسلام على احتياجه أو بدفعهم إلى القضاء على معالمه الدينية .
حديث ضعيف عن المسجد النبوي
من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق
هو حديث ضعيف، فيه نبيط بن عمرو، وهو مجهول فلا يغتر بمن صححه، وهو يوقع الحجاج في حرج .
حديث ضعيف عن فضل الحج ماشيا
من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة، كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة.. الخ وهو حديث ضعيف جدا فيه عيسى بن سواده قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث ، وصححه الحاكم ورده الذهبي بقوله: ليس بصحيح وقال ابن معين: كذاب ، رأيته والجمهور على أن الحج راكبا أفضل.
[center]