خلافاً لدعوات خبراء العلاقات الزوجية التي تنصب على ضرورة الإيثار في الحب، يقول الخبير الاجتماعي تيدي شيبا إن الرجال الأنانيون أكثر نجاحاً في علاقاتهم العاطفية والزوجية من الآخرين. وتقوم فلسفة هذه الدعوة على أنك إذا كنت ممن يعطون بلا حدود وبلا مطالب، فإنك على الأغلب ستواجه مصاعب مستقبلية في علاقتك العاطفية، وسيأتي يوم تشعر فيه بالظلم، بينما لو كنت اشتراطياً في عواطفك، وتطلب لنفسك بقدر ما تعطي، فإنك ستحقق التوازن المطلوب، ولو عن طريق ما يوصف بالأنانية العاطفية.
ومن الضروري، بحسب شيبا، أن يعرف الرجل أن هنالك نوعين من النساء في هذا العالم؛ أحدهما هو المرأة المعطاء، والثاني يمثل المرأة الآخذة. فإذا ما تزوج الرجل الأناني امرأة معطاء، فإنه سيأخذ ويأخذ إلى أن تعجز الزوجة عن المزيد من العطاء، أو أنه يعجز عن المزيد من الأخذ. وعندما يتزوج رجل "إيثاري" امرأة معطاء، فإن كليهما سيعطي إلى أن يشعر أحدهما بعدم القدرة على الاستمرار في العطاء. وعندما يلتقي رجل أناني امرأة أنانية، فإن شيئاً لن يتغير ما لم يتحول أحدهما إلى العطاء. وسيبقى الوضع جامداً إذ من غير المحتمل أن تتطور العلاقة إلى الزواج.
وعندما يتزوج رجل إيثاري امرأة أنانية (آخذة)، فإنه سيعطي ويعطي إلى أن تعجز الزوجة عن أخذ المزيد، أو يعجز هو عن إعطاء المزيد. وينفي الكاتب أن تكون هذه دعوة إلى الأنانية، بل يقول إن الرجل الأناني عندما يتزوج امرأة معطاء، فهذا يعني أنه راغب في تلقّي ما لدى المرأة من عطاء، وهذا يحقق السعادة للطرفين.
ولعل الكاتب يفترض أن المراة تجد سعادتها في العطاء أكثر من الأخذ، الأمر الذي يطرح الكثير من علامات التساؤل! وبطبيعة الحال، فإن فرضية هذا الكاتب تحتاج إلى ما يثبتها علمياً، إذا إن معظم الخبراء يرجحون مبدأ التوازن في العطاء والأخذ، كما أن هذا التوازن هو الأقرب إلى الحس السليم لدى معظم الناس