عاجز جنسيا وانا صبري نفذ ..!!؟؟

جاءتني على غير موعدها المعتاد وفي عينيها ألف سؤال استجمعت قوتها بصعوبة وقالت: « زوجي عاجز جنسيا منذ ما يقارب السنة وانا صبري قد نفذ ».

كلمات ترددها الكثير من النساء في اعماقهن ويفضلن المعاناة في صمت عوض البوح بها.

انه العجز الجنسي السر الكبير الذي تسدل عليه الاستار خلف ابواب العلاقات الزوجية في مجتمعنا الرجال يكابرون امامه ويرفضون الاعتراف بالمشكلة ولو في سبيل علاجها اوحلها واكثرهم لا يعترف بجدوى الطبيب في هذا المجال ولا يعتقد ان العلاجات النفسية تفيد.

انهم ببساطة يلجأون الى الحل الوحيد المدمر وهو التجاهل وفرض الامر الواقع على الزوجة وعلى العائلة مع كل ما يعنيه ذلك من عذاب يومي واتجاه حتمي الى انهيار العلاقات الزوجية والتفكك الاسري.

اما النساء فهن الضحايا امام هذه المشكلة فالزوجة تتردد كثيرا في مجتمعات محافظة في الحديث عن مشكلتها خوفا من ان يعتبر ذلك تشهيرا بزوجها ولا تجد في اكثر الاحيان سوى اقرب صديقاتها او شقيقتها او والدتها لتشكو امامها وتعرض حالها عليها وحتى في هذه الحال فان الطريق لا يكون سهلا وغالبا ما ينتهي بالطلاق.

فمشكلة الضعف الجنسي من القضايا الحساسة والشائكة التي من الممكن ان تؤدي الى حدوث جفاء بين الزوجين وتعمل على احداث شرخ خطير في الحياة الزوجية ويزداد الوضع سوءا باستسلام الزوجين للخجل والمعاناة في صمت حفاظا على مشاعر الزوج وعدم الاساءة لرجولته.

من خلال هذا المقال أحاول قدر الامكان كسر حاجز الصمت وفتح الابواب الموصدة للحوار في هذا الموضوع الحساس جدا في حياتنا اليومية مع الاطلاع على موقف الطب وعلم النفس في هذه المسألة.

فمن الناحية العلمية وحسب الاحصائيات العالمية يصاب حوالي ٠٥٪ من الرجال فوق سن الاربعين بنوع من العجز الجنسي ويتمثل في ضعف قدرة الرجل على ممارسة العلاقات الزوجية جزئيا او كليا والشعور باليأس والاحباط وكما اكدت الابحاث ان ٥٧٪ من حالات الضعف الجنسي تعود لاسباب عضوية في حين تعود ٥٢٪ لاسباب نفسية ومن أهم تلك الاسباب النفسية الارهاق في البيت او العمل والقلق والاضطراب وكثرة الخلافات الزوجية والدخول في علاقات غير شرعية.

فمن المشاكل العضوية مشكل ضخ الدم في العضو الذكري او تصلب الشرايين الذكرية او شريان الحوض بالاضافة الى الاصابة بامراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم عطل في الحبل الشوكي او الحوض وبعض الآثار الجانبية لادوية الاكتئاب والادمان .. ومن الاسباب السلوكية كثرة استخدام العادة السرية قبل الزواج وبعده .

ومن المعروف ان المرأة تختلف عن الرجل فالرجل يُستثار في بداية العلاقة الزوجية ويصل الى اكتمال المتعة بينما تكون عند المرأة حالة نفسية ومجموعة عوامل متداخلة ترتبط بهرمونات الانوثة وبالرغبة في العلاقة الزوجية في اوقات معينة من الشهر وبالتالي فهي لا تصاب بضعف جنسي لكن من الممكن ان تؤدي اصابتها ببعض العوامل العضوية الى اصابة العلاقة الزوجية بنوع من الفتور وعدم الحميمية وقلة الرغبة.

وقد شهد العالم في أواخر القرن العشرين ثورة علمية كبيرة في هذا المجال ساهمت كثيرا في تطوير ابحاث العلوم الطبية وفي مؤتمر عقد اخيرا في بريطانيا عن المسالك البولية والتناسلية تم التركيز كثيرا على العقاقير التي من شأنها علاج العجز الجنسي وما يترتب عنه.

وحول هذا الموضوع يرى علماء النفس ان الضعف الجنسي او العجز مرده الاسباب النفسية فهي الاكثر تأثيرا خصوصا في من ليست لديهم ثقافة جنسية وعدم درايه بالوظيفة الجنسية فضلا عن الاحباط والاكتئاب وهبوط المعنويات وبالتالي فالادوية ليست بالحل الناجع لعلاج هذا المرض وانما التحليل النفس المبني على المصارحة هو الطريق الامثل للعلاج فالفياغرا مثلا حل مؤقت لا يدوم مفعوله طويلا وبالتالي فهو ليس العلاج المناسب للضعف الجنسي كما ان هناك اسبابا اخرى تسبب العجز الجنسي عند الرجال مثل السمنة والملابس الضيقة وتعاطي المخدرات والسجائر... الخ وعليه فان على كل من يعانون من الضعف الجنسي ان يتعاملوا مع حالتهم بكل شجاعة وعقلانية وصراحة بعيدا عن التكتم سواء عن الزوجة او عن الطبيب المعالج لمعرفة نوع الضعف الجنسي ومن ثم عمل التحاليل والتشخيص المخبري والاشعاعات اللازمة اذا احتاج الامر حتى يتم الفصل بين الضعف الجنسي العضوي والضعف الجنسي النفسي ومن الواجب على كل من الزوجين ان يكون صادقا امينا في بيان الاحوال التي تترتب عليها شئونهما الزوجية وعلى الزوج ان لا يخفي اي شيء يُعد عيبا او خللا سواء كان ماديا او معنويا عن زوجتة والمرأة بدورها عليها ان تحافظ قدر الامكان على بيتها خاصة اذا كان لديها ابناء وان تبذل قصارى جهدها بالتعاون من اجل العلاج فالزوجة عامل اساسي في شفاء الزوج خاصة اذا كان الخلل نفسيا اما اذا فشل العلاج وخافت على نفسها الفتنة ولم تطب لها الحياة الزوجية جراء هذا المرض فمن حقها طلب الطلاق .

واخيرا اختم بهذه الحكاية المستوحاة من تجارب المحيطين بنا والتي تقول بأن رجلا شعر باهمال زوجته تجاه واجباتها المنزلية فكتب لها ورقة تقول « اتقن عملك تنل مرادك » ووضعها في المطبخ لتنتبه زوجته لكن الزوجة اخذت